[b]أولا ما هي قصة الموناليزا تلك اللوحة التي رسمها العبقري الإيطالي ليوناردو دافنشى الذي مات منذ ما يقارب خمسمائة عام؛ ولا تزال لوحته حتى اليوم مصدراً من أهم وأخصب مصادر الإلهام للفنانين على اختلاف تخصصاتهم وتوجهاتهم...
ويرجح الباحثون أن ليوناردو بدأ في هذه اللوحة عام 1500 ولافتتانه بها استغرقت منه حوالي أربع سنوات حتى انتهت عام 1504، وأصبحت تلك المرأة الغامضة المجهولة التي تحتل ابتسامتها اللوحة رمزاً أنثوياً خالصاً حاز إعجاب العالم، وأشاعت ابتسامتها جدلاً واسعاً حتى أصبحت سراً غامضاً يسعى إلى تفسيره العلماء والباحثون ,حتى إن أحد الباحثين الإيطاليين (جيسيب بالانتى) أنفق 25 عاماً من عمره في البحث عن هوية تلك المرأة، وخرج ببحث أشارت إليه صحيفة الديلى تلجراف البريطانية يقول إن الصورة كانت لزوجة أحد أصدقاء والد ليوناردو دافنشى وكان يعمل تاجراً للحرير ويدعى سير فرانشيسكو ديل جيوكوندو وكان متزوجاً من ليزا جيرادينى، ولهذا يرجع بعض الباحثين إطلاق اسم الجوكندا على اللوحة نسب إلى انتماء تلك السيدة إلى عائلة جيوكوندو
وقد أثارت اللوحة الكثير من الجدل منذ ظهورها نظراً للابتسامة الغامضة للمرأة، واتجاه نظرة عينها التي يراها الناظر إليها من أي زاوية تنظر إليه، كما أثارت تلك الأسئلة التي لم تجد حتى الآن وأظنها لن تجد الإجابة الشافية مثل: لماذا جاءت اللوحة مخالفة للعرف السائد في لوحات ذلك العصر؟ فاللوحة غير موقعة، ولا مؤرخة، ولا تحمل أية معلومات عن موضوعها أو الشخص الذي تصوره كباقي لوحات عصرها؛ كل هذا فتح الباب للظنون تذهب حيث تشاء
[size=18] ليوناردو دافنشى 1452-1519
ومن النظريات الغريبة التي تناولت لوحة الموناليزا ما ذهب إليه البعض من أن هذه اللوحة لامرأة شهيرة في المجتمع الإيطالي آنذاك مثل إيزابيلا ديستى، أو سيليا جاليرانى، في حين ذهب البعض إلى افتراض أن هذه اللوحة لوالدة دافنشى أو لامرأة تشبهها نظراً لتعلق دافنشى بأمه وحرمانه منها صغيراً، وهو كما نعرف الابن غير الشرعي لموظف عام من فلورنسا من ابنة مزارع , بينما أشارت إحدى النظريات الغريبة إلى أن اللوحة قد تكون صورة ساخرة رسمها دافنشى لنفسه نظرا لاحتمال تقارب ملامح المرأة في اللوحة وملامح دافنشى نفسه!!!!!
وكانت أغرب دراسة جرت حول الموناليزا تلك التي قام بها مجموعة من علماء التشريح وتوصلوا فيها إلى أن الموناليزا كانت تعانى من آلام في يدها أو شبهة شلل بها نظراً لوضع الجسم والذراع وحالة الاتكاء الذي ظهرت به في اللوحة.
ظلت الموناليزا وستبقى محيرة وملهمة للفنانين فقد كتب عنها وحولها آلاف القصائد الشعرية وألفت أوبرا كاملة باسمها "أوبرا الموناليزا"
يقول عنها الشاعر الأيرلندي إدوارد دودن:
"أيتها العرافة، عرفيني بنفسك
حتى لا أيأس من معرفتك كل اليأس
وأظل انتظر الساعات، وأبدد روحي
يا سراً متناهي الروعة
لا تحيري الوجدان أكثر مما تفعلين
حتى لا أكره طغيانك الرقيق"
وعن ابتسامتها يقول الشاعر التشيكي ياروسلاف فرشليكى:
"ابتسامة مفعمة بسحر السر
فيهما الحنان والجمال ...
أتراها تغوى ضحيتها
أم تهلل لانتصارها.."
وعن عينيها ويديها يقول الشاعر الألماني برونو ستيفان شيرر:
"ينبثق بريق العينين ... من الأعماق الذهبية
نبع الأبدية
ويغطى الشعر قناع ... امرأة وعروس وبتول
واليد ترتاح على اليد
تتنفس في حر الظهر ... أفراح الورد
والبسمة فوق الشفة ... وفوق الخد"
[/b]